قريه الملاعين الجزء الثاني image

قرية الملاعين ..

الجزء الثاني ...
 حكيت لهم إنه راجل محترم جدآ و مفيش أي حاجة من الكلام دا !

قالولي الراجل دا شكله خطاف أطفال - إحنا شفنا بنت كانت عمالة تجري فوق السطح بتاعه و كانت خايفة خالص كأن في حد وراها !

أنا صعقت من كلامهم ! و إتأكدت إن في حاجة غلط

بس عمومآ !

أنا مالي .خليني في حالي زي ما كنت مفيش أي حاجة

الأيام بدأت تعدي !

بس نقول إيه : الناس مش بتعدي !

أجمع بعض من أهل القرية المشكلجية إنهم يدخلوا بيت الأستاذ قاسم في أول لحظة يخرج فيها و يشوفوا قصة البنت اللي بقت حديث أهل القرية

بعد ما عرفوا مني إن هو أصلآ عايش لوحده !

و فعلآ دخلوا البيت بس ملقيوش أي أثر لطفل أو بنت في المكان !

بس لقيوا الأغرب !

عارفين البلاعة أما تتسد ب قالب أسمنتي مربع !

هما لقيوا قالب و توقعوا إن تحتيه حفرة أو نفق أو حاجة مستخبية !

قام 4 من الرجالة بمسك القالب دا ! بس إن حد يحركه ملي واحد من مكانه ! محدش عارفو فجأة يدخل علينا الأستاذ قاسم بمنتهى الإستغراب !

و يقول هآإأآإأ ! لقيتوا العفاريت اللي أنا بحضرها ولا لسا يا مقطعين السمكة و ديلها !مش عيب إنكم تستقبلوا ضيف جديد بالطريقة دي !

بادرت بالكلام و قلت له والله يا أستاذ قاسم قلتلهم إن حضرتك راجل طيب و دا غلط و ...قطع كلامي و قالي من غير ما تقول يا مؤمن أنا عارف إنك كنت بتحاول تمنعهم smile رمز تعبيري

مؤمن ! أيوة دا إسمي الحقيقي - أهل القرية كانوا مسميني الزاهد لأني و أنا صغير حوالي 6 سنين أو 7 سنين ! في عز الشتا و السيول و التلج كانوا يلاقوني لوحدي قاعد في الجامع ! و في عز حر الصيف في أشد أيامه كانوا يلاقوني صايم مبمسكش العيش او أشرب المية قبل آذان المغرب ! و سمعت كمان إنهم بيقولوا إن جدي كان كدا برضو و هو صغير - بس الغريبة إن مؤمن دا محدش يعرفه غير أهل القرية بس ! و كلهم تقريبآ مش بيكلموا الأستاذ قاسم ! إزاي عرف ؟!

كمل كلامه و قال أرجو إن كل الناس تتفضل إلا زاهد أنا عايزة شوية !

واحد قال إحنا مش ماشيين غير لما نعرف اللي تحت القالب الأسمنت دا

قام الأستاذ قاسم بص لعزت اللي قال الكلمة دي ببصه ! كأن عينه كان هيطلع منها نار !و قال له بهدوء : أهي عندك . إتفضل حركها

قام عزت الشاب صاحب الـ20 عام هو و باقي الناس بالتحرك من منزل الأستاذ قاسمو بقيت أنا

الراجل الصراحة كان ودود جدآ معايا بطريقة غريبة

قال لي أنا مش عارف يا زاهد يابني إنتا إزاي عايش وسط الناس دي ! أنا لو أقدر أبني لك بيت ع القمر مكنتش أتأخر ! أعوذ بالله منهم

عشان كدا هو قال لي إن آجي و انضف المكان

قلت له تنضف المكان !؟ متآخذنيش يا أستاذ قاسم بس مش فاهم

قال لي سيبك يابني من الموضوع دا دلوقتي

إنتا أكيد إنت و الناس اللي كانوا هنا دخلتوا عشان تعرفوا قصة بنت كانت بتتمشى في بيتي صح !

قلت له مزبوط ! بس والله أنا مكنتش عايز أعمل كدا دي حياة حضرتك و ملناش إننا نتدخل فيها !

قال لي والله عارف نيتك يا زاهد smile رمز تعبيري و قام نادى

يا فاطمة ..... يا فاطمة

لقيت نفس البنت اللي شفتها أول مرة

بنت صغيرة بشعر بني و عين بني فاتح شوية / بس عينها اليمين كانت عليها رقعة بيضا زي اللي بيلبسها الأعور .

قلت لها ألف سلامة عليكي . و بصيت للأستاذ قاسم و قلت له خير

قال لي هي مفيهاش حاجة متخفش - دي بنتي - إسمها فاطمة ...

أنا آسف يابني إضطريت أكدب عليك و أقول لك مفيش حد عايش معايا خوفآ من أهل القرية

اللي كانوا ممكن يأذوها - بس طبعآ هي لعبت في السطح و الناس شافوها ! فقلت لها لما أخرج تستخبي في مكان جوه البيت ! و القالب الأسمنت دا للتمويه مش أكتر

قال لها الأستاذ قاسم يا فاطمة : شيلي الرقعة من على عينك

لقيتها سليمة جدآ ! بس لما فتحتها ! لقيت عينها حمرا ! دمــــ ! بس اللي أحمر نفسه شبكية العين - عارفين إنتوا الحتة المدورة في العين هي اللي حمرا ! كأن اللون نفسه كدا - قال لي إنه مجرد خطأ بسيط في الجينات الوراثية و طلب مني أن الموضوع يكون سر .

سلمت عليه و على البنت الصغيرة اللي أشبه بالعصفورة الصغيرة و إنصرفت

لكن أعين أخرى مازال الغيظ متملكها ! أمثال عزت صديقي و الفتى المتهور ! جمع قليل من أصدقاءه من أولاد أهل القرية

و قرروا ! إحنا هنهدم بيت الراجل اللي إسمه قاسم دا ! لأنه مخبي حاجة

و إقتحموا بيته فعلآ و لقوه نايم ! في الصالة . صحوه و قالوا له فين البنت اللي عندك يا خطاف يا مجرم !

قال لهم البنت نايمة فوق سيبوها في حالها . هي معملتش أي حاجة و لا أذت حد منكم ...

وطلعوا الشباب اللي هيبقوا الأسوء حظآ في العالم ... و قامت البنت من الصوت و إتخضت و عيطت و صرخت

بابا .. فين بابا

و تملكها بكاء هستيري ! - أيقظني صوت إزدحام و كلام من عدة أشخاص في وقت واحد حتى إنطلقت لبيت الأستاذ قاسم و من هناك عرفت القصة كلها !

صرخت في الناس كل واحد يمشي على بيته و خرجت عزت و محمود و إسلام و عيد و إسراء ! إسراء دي تعتبر اللي فكرت في حكاية الإقتحام دي و باقي الشبان ساعدوها !

و وقف الأستاذ قاسم عند باب بيته و قال لهم بصوت غير مرتفع ... إستنوا غضب الإله يا قرية البؤساء

و أنا مشيت اللمة و الناس و حبيت على راس الأستاذ قاسم و حاولت أراضيه لحد ما هدئ من روعه ! بعكس البنت الصغيرة اللي بكاءها زاد لحد ما عرف الأستاذ قاسم يخليها تهدا شوية

حوالي الساعة 1.30 ذهبت للنوم ! و لم تكتمل ليلتي ! حيث أن صرخة شقت الليل كالسيف !!!!!!! إنطلقت من منزل أحد الجيران

المصيبة : بيت عزت !! : بعد بـ5 دقايق صرخة أقوى منها بتطلع من منزل كل واحد من الشباب اللي دخلوا بيت الأستاذ قاسم

ذهبنا لكل البيوت لكن وجدنا أهلها و لم نجد الشبان الـ5 ! - مع محاولات البحث : صاحت ديوك القرية معلنة بدأ يوم جديد !

ذهبت لأستفسر من الأستاذ قاسم عن سبب لغيابهم ربما يعلم شيئ ! أو بالأحرى هو عارف حاجة

لقيت راجل عجوز قاعد على عتبة الباب

سلامو عليكو يا حاج

- إستغربت ليه مردش السلام لكن مش مهم -

حاج : هو الأستاذ قاسم فين ؟!

لسا ماشي حالآ هو و بنته ! قال إنه هيعزل خلاص و إداني مفتاح البيت عشان أخلي بالي من الحاجة اللي جواه !

حاجة ؟! بس انا لما دخلت ملقتش غير يادوب ترابيزة صغيرة و كام كرسي على كام طبق و كوباية ! و سرير واحد للبنت الصغيرة

مفيش حاجة ذات قيمة يعني خصوصآ إنه بيت شبه مهجور

حاولت أجاريه في الكلام لحد ما أعرف أسرق منه المفتاح !

و فعلآ قعدت جمبه / كان طالع منه صهد كأنه جاي من فرن - و خدت من جيبه المفتاح ! بس الغريبة إن حسيت إنه بيقول لي إتفضل إسرق أنا مش مهم عندي المفتاح دا !

و مشيت : سلامو عليكو

بس برضو مردش السلام

مش مهم

أنا بالليل أول ما يمشي هروح البيت : خصوصآ إنه راجل عجوز جدآ !

بس فضل زي المكعب الخشب ! قاعد نفسه القعدة عند عتبة البيت من غير ما يتحرك ملي واحد يمين أو شمال !

الساعة 12 بالظبط ! إتحرك ببطأ و قال جملة واحدة : مستنيكم في الجحيم يا قرية الملاعين
 يتبع في الجزء الثالث

N.A.T

تم عمل هذا الموقع بواسطة